غوتيريش: "التكنولوجيا الرقمية" تقوم برقمنة وتضخيم التمييز الجنسي

غوتيريش: "التكنولوجيا الرقمية" تقوم برقمنة وتضخيم التمييز الجنسي
الأمين العام يشارك فى أحدى فعاليات لجنة "وضع المرأة"

قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن التكنولوجيا الرقمية -وهي نتاج صناعة يغلب عليها الذكور- تمثل مصدرا جديدا للتمييز والتحيز، حيث تقوم برقمنة وتضخيم التمييز الجنسي، مع عواقب مميتة.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن غوتيريش خلال حوار مع قادة المجتمع المدني من النساء في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، دعوته إلى الحاجة الماسة لجعل الإنترنت أكثر أمانا للنساء والفتيات، وضمان مشاركتهن على قدم المساواة في عمليات الحفظ العالمية، سواء عبر الإنترنت أو شخصيا. 

وعقدت الفعالية مع ممثلين عن المنظمات غير الحكومية كجزء من الدورة السنوية للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، التي تجتمع في نيويورك في شهر مارس من كل عام، والتي تركز جلستها الأخيرة التي تستمر أسبوعين -المعروفة باسم CSW67، والتي تستمر حتى يوم الجمعة- على موضوع الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي. 

كما استغل المجتمع المدني الفعالية للدعوة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن القضايا الأخرى الحاسمة للنساء والفتيات، مثل زيادة التمثيل في الأمم المتحدة، وإنهاء الحرب في أوكرانيا، والقضاء على جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. 

عالم يهيمن عليه الذكور 

وفي ملاحظات قبل الحوار، تحدث الأمين العام عن التراجع في حقوق النساء والفتيات على الصعيد العالمي بعد سنوات من التقدم التدريجي قائلا: "إن العديد من التحديات التي نواجهها اليوم -من النزاعات إلى فوضى المناخ وأزمة غلاء المعيشة- هي نتيجة لثقافة وعالم يهيمن عليه الذكور، ويتخذون القرارات الرئيسية التي توجه عالمنا". 

وقال: "بدلا من تقديم الحقائق ومعالجة التحيز، فإن التكنولوجيا القائمة على بيانات غير مكتملة وخوارزميات سيئة التصميم تقوم برقمنة وتضخيم التمييز الجنسي، مع عواقب مميتة". 

وأوضح: "القرارات الطبية المستندة إلى بيانات من الرجال بشكل أساسي يمكن أن تضر بصحة المرأة.. يمكن لميزات السلامة القائمة على أجساد الرجال أن تعرض حياة النساء للخطر، وتحديدا في صناعة السيارات".

وتابع قائلا إن الفجوة الرقمية بين الجنسين تتحول بسرعة إلى الوجه الجديد لعدم المساواة بين الجنسين.. المساحات الإلكترونية ليست آمنة للنساء والفتيات، حيث تعرضن للهجوم أو الاستهداف أو التشهير على الإنترنت.

علاوة على ذلك، "بينما سار 12 رجلا على سطح القمر، لم تفعل امرأة واحدة ذلك"، مشيرا إلى الصور النمطية التي "تدفع الفتيات بعيدا عن دراسة العلوم والهندسة والرياضيات، وتخنق وظائف العالمات".

 المضي قدماً 

وقال غوتيريش إن الوضع يجب أن يتغير، وفي مواجهة "التراجع الأبوي"، يجب على المجتمع الدولي أن يدفع إلى الأمام من أجل النساء والفتيات والعالم.   

وأضاف: "يجب على صانعي السياسات أن يخلقوا -وفي بعض الظروف يجب أن يعززوا لإحداث- تغييرا تحويليا من خلال تعزيز الحقوق المتساوية للنساء والفتيات وفرص التعلم، من خلال تفكيك الحواجز وتحطيم الأسقف الزجاجية". 

كما دعا جميع القادة إلى تبني توصيات الأمم المتحدة على وجه السرعة التي تعزز التعليم والتدريب على المهارات الرقمية للنساء والفتيات، فضلا عن الخوارزميات التي تتماشى مع حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، من بين تدابير أخرى. 

معاقبة الجرائم الإلكترونية

وبصفتها الشخصية تحدثت حوري جوديليكيان، رئيس منظمة غير حكومية تابعة للجنة وضع المرأة في نيويورك، مشددة على أنه يجب على البلدان إيجاد طريقة لمحاسبة الجناة على العنف عبر الإنترنت الذي يستهدف النساء والفتيات. 

وقالت: "يجب أن يعاقب على الجرائم الإلكترونية بالطريقة نفسها التي يعاقب بها أي جريمة أخرى.. تتمتع الدول الأعضاء والقطاع الخاص بالقدرة على عكس اتجاه التراجع في المساواة بين الجنسين والارتقاء بالنساء والفتيات بكل تنوعهن".

ودعت أيضا المجتمع الدولي إلى خفض الإنفاق العسكري بنسبة 5% وتوجيه التمويل بدلا من ذلك نحو جهود التنمية المستدامة. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية